أَضنيتَ صَبَّكْ وقد بان النَّحولْ
وأجْريت دَمْعه على خَدِّهْ سِيُولْ
وأرْضَيتَ فيه الحَواسِدْ والعَذَوُلْ
وفوقَ هذا وذاك رُمْتَ الغِيابْ
أتَيتْ فَجْأَهْ ولَيتَكْ ما أَتَيْتْ
عَنَّيْتَ قَلبي بِحُبَّكْ واخْتَفيتْ
والظّاهِرْ إنَّكْ على قَتِلْي نَويتْ
ما بعدَ هذا العَذابْ إلاّ التِّرابْ
لا كانْ بها عِشْقَتكْ ياذا الحَبيبْ
فالقَلب مِنْ عْشْقَتَك يِلْهبْ لهيبْ
بَيْنَ افْقَدَكْ وأنتَ مِنَ عيني قَريْبْ
وحينْ تِغيبْ لا يَطيبْ زاد أو شرَابْ
شَيَّبْت بي ياحبيبي مِنْ قَبلْ أَبِيْ
وكيفَ بالشِّيبْ في رأسِ الصَّبيْ
أدِّيتُ لكْ ما تريدْ وأوْدَيْتَ بيْ
فَتحتَ لي للهلاكْ ألفين بابْ
فيا رَجائي ويا كُلَّ الأملْ
لاَ، كَيف تُضْنِي أَسَدْ وأنتَ الحَمَلْ
أَسْقَيتَني المُرّ واسقَيتَكْ عَسَلْ
وبيننا يا رشَا يومَ الحِسَابْ
يا مُنْيةَ النَّفْسْ لا هَانَا وبَسْ
لـو كان قَلْبَـكْ حَجَرْ قَـدَّرْ وحَسْ
أدْرِكْ غَرِيقْ في بُحُورَكْ قَدْ غَطَسْ
بِحَقِّ سِيدِ الوَرى عالي الجَنَابْ