الحب جرّبته معك ياظنين
لا قيت ما قد كنت ادوِّرْ
وذقت طعمه باللقا والحنين
والقرب في غايه من السِّرْ
وكانت أيّامي معـك والـسنين
مثل الخيال لو كنت تذكر
كنّا نشتّت حُزننا والأنين
بالوصل ساعة سُعد تحضر
والحب غصنه بالتّواصل متين
وباللقاء يزهر ويثمر
كنّا نلاقي ليلنا من بحين
يوم كنت تِلقاني ونسْمر
ولا نفكِّر أو نكون خائفين
وقت اللّقا من عـين تنظر
ونختبـي في عشّ منسي حزين
ونجعله جنّه ينوّر
وفي اللقاء قلبي وقلبك يلين
نسكت وتتحاكى المشاعر
وتذوب حين تسمع لعودي رنين
وأهيم فيك وتقول كَثِّرْ
وكم بقينا وقتها هايمين
بعد العناق من ثغر يّسْكِر
وكم قطفنا زهرة الياسمين
وقت الربيع من غصن مزهر
والليل يرعى حبنا كالجنين
يحميه من حاسد يأثر
نصبح ويـصبح كل شكّك يقـين
والدّهر في غيبه يصوّر
وننتظر بعد الفراق خايفين
ونخاف للأيام تغدر
ونخاف من جور البعاد الـوهين
والخوف من واشي مدبّر
بالله عليـك يا ذا الغـزال الحـسين
يامن قوامك غصن يبهر
يا من أعرت الشمس نور الجبين
ومَنْ لك الأعيان تسحر
يا صاحب العقد الفريد الثمـين
هل ذكرنا في البال يخطر
وهل وثاق العهد باقي يقين
ومن كسر منّا يجَبِّرْ
لأ نني باقي وهذه يمين
اتذكّرك والقلب يقطر
واذكِّرك أني بعهدي أمين
"لو ما بقي من زاد يخبِّر"
ونسأل المولى اللّطيف المعين
للذّنب والزلاّت يغفر
بمن أتى بالنُّور ذاك المبين
بعد الظلام قد جاء ينوّر
من أرسله رحمه إلى العالمين
وبالشفّاعه جا مبشّر
الصادق المبعوث طه الأمين
من قال له الله قم فأنذر
صلى عليه الله مرّ السنين
اعداد ما الأمزان تمطر
وآله والصّحب والتّابعين
صلاة في الإعلان والسّر