إن ضاقت الحالُ فأنت الكريم
أو مسني الضر فأنت الرحيم
بابُك إن لاذ به مخطئٌ
غوى، فقد لاذ برب عظيم
يا قائلاً: "لا تقنطوا"، هاأنا
جتتُ؛ وبالأسرار أنت العلـيم
وحلْمُكَ الـشاملُ، من أذنبوا
كلطفك الحارس للمستقيم
يارَحْمَةً، أوسعُ من كُلّ ما
أذنبَه الخلقُ، وضَلّ العديم
عَفوكَ، لا يُحجب عن شاهد
بأنك الفردُ الودودُ الحلـيم
ياواهبَ الإنـسان مـن عدله
ضوءاً، ليلقاك بقلب سليم
مازَجتَ من روحك أرواحنا
نوراً كعطر حلّ لطف النسيم
بنيانك الإنسان؛ إن هدّهُ
باغ، فقد ضّلّ وبئس الجحـيم
أيا حبيباً، أنا عبدٌ لهُ
من قبل أن أهوى بقلب كلـيم
فيك شفاءُ الروح؛ منـك النـدى
لزهرة القلب، وَبُرءِ السقيم
كن في فمي شدواً، وفي مهجتي
عشقاً وفي عينيَّ صبحاً وسـيم
إن كنتُ أخطـأت فمن أرتجي
عفواً، ومن أدعو، وأنت الكريم!؟